ألا في سبيل المجدِ ما أنا صانعُ
نَفوع وضَرَّار ومُعطٍ ومانعُ
أعندي وقد أحرزت كلَّ جميلةٍ
يُذَعَّر جار أو يُذعَّر وادعُ
عَطائي لجسمِ المشتكي الفقرَ رائشٌ
وعزّي لأنف الأصيدِ الضخم جادعُ
أجودُ بما أحويهِ والدهرُ عابس
ولم يثنني عن بذلِ ما حزت رادعُ
بضائعُ أهلِ الشعرِ عندي نَوافق
إذا كسدت في الخافِقين البضائعُ
وإني حُسامٌ لم يُفَلَّ غِراره
وشهمُ جَنانٍ لم ترعه الرَّوائع
إذا صُلْت لم يَعرض إليَّ مُصاولٌ
وإن قُلت لم ينطَقْ إلي المصاقعُ
ولي شرفٌ يعلو السّماكينِ باذخٌ
وعيص بما في سّرٍ غسَّان ناصعُ
إذا أظلمت أعياصُ قومٍ أضاءَ لي
بحار منير يكسف الشمسَ ساطعُ
وإن فقدت يُمنايَ جُوداً تأوَّهت
إلى الجودِ أو حنَّت كما حنَّ رادعُ
فللباسِ كيما اجتني العزَّ غارسٌ
وللحمدِ في تفريقيَ المالَ جامعُ
متى أسدِ للراجي نوالي صنيعةً
قفتها له مني مَعاد صنائعُ
وإني ذو طعمينِ شُهد يشوبه
رحيق وسُمّ دونه السُّم ناقعُ
فما أمَّ داري خائفٌ فهو خائفٌ
ولا زارَ رَبعي جائعٌ فهو جائعُ
محليَ مقصودٌ وجاريَ آمنٌ
وجودي هطَّالٌ وظليَ واسعُ
وتعرفني الهيجاءُ والليلُ والسُّرى
وسمرُ العَوالي والسيوفُ القواطعُ
ويصحبني في الرَّوعِ رأي مسدَّد
وعزم حُساميٌّ ولبٌّ مُشافعُ
وسابغة سَرد وشَقَّاءُ شَطبة
واسمرُ عسَّال وأبيضُ قاطعُ
سأترك أملاكَ البلادِ وإن سمت
نساءُ عليهنَّ المُلا والمقانعُ
لا لبسّها ثوباً من الذلٌ شاملاً
تمنَّى لديهِ الموتَ والموتُ فاجعُ
محالٌ هجوعُ القومِ في بَدواتهم
وقد بادرتهم من وعيدي قَوارعُ
أنا الملكُ القرمُ الذي خضعت له
رقاب ملوكٍ طِرنَ وهي خواضعُ
أنا الناهبُ الأرواحِ والواهبُ اللُّها
إذا هاجَ تجر الحربِ أو عَزَّ نافعُ
أنا الضيغم ابن الأسدِ والأسدُ في الوغى
فريسي ومن فرسي الأسودُ الجوائعُ
أنا التُّبَّعُ المسعودُ قد تعرفونه
إذا ذكرت عند الفَخارِ التبابعُ
عتيقُ نجارِ الفرعِ شهمٌ سميدعٌ
لُهامُ الملوكِ بالمَقامعِ قامعُ
ستذكر أيَّامي عُنينٌ وعامرٌ
وعمرو وإِبنا نَهْشَلٍ ومُجاشعُ
فما أخطأتني منذ كنتُ مَحامدٌ
ولا دَّنستني مذ نشأت المطامعُ
ولا حِدت في الهيجاءِ خوفَ منية
عن الطعنِ والسّمرُ الّلِدان شوارعُ
وإن قلت قولاً لم أسَفَّه بفعله
ولا جئت فيه للذمِّ ذائعُ
ولا أمَّني ذو فاقةٍ ينبغي الغنى
فعارضه من دونِ مالي مانعُ
إذا رضيت نفسي على النجم منزلاً
وقرَّت به عيني فإني لقانعُ
أنا الملك الأزدي عن الضيفِ مبطيءُ
وليس سوى جودي لدى الحاج شافعُ
أنا ابن سليمانَ سليلُ مظفَّرٍ
سليمانَ يا أينَ المُضاهي المضارعُ
أنا ملك الأملاكِ من آلِ يشجبٍ
وسيدها والشمريّ المُناصعُ
وخالي الذي قادَ الجيادَ مقاضياً
بها المدحَ لمّا يثنهِ قط رادعُ
وجدي الذي ساسَ الملوك وداسها
بجردِ جيادٍ هذَّبتها الوقائعُ
هل الناسُ إلا نحن أبناءَ يعرب
وهل سيدٌ إلا لنا وهو تابعُ
إذا نحن فاخرنا الملوكَ تخاذَلوا
وهل يشبه الدرَّ الثمينَ اليَرامعُ
بنا ثبَّتَ الله البلادَ وأهلُها
كما ثبتت في الراحتينِ الأصابعُ
لنا التخت والتيجان والملك والعُلى
نعم ودوام العّزِ والخصم خاضعُ