أراح أهيل موذية النياقا
كأن فريقهم عزموا الفراقا
فبتُّ أسامر النَّسرينِ هّماً
ودمعُ العينِ يندفق اندفاقا
وباتوا يحدُجونَ محبَّساتٍ
ذعاليباً مواجيفا دِفاقا
على رأي امريء قد ساءَ ظناً
وأكمى في الضميرِ لنا شقِاقا
عفى عصراً وغيَّره سَوافٍ
تُعاوره اصطباحاً واغتباقا
أراقَ دمي فقالَ زميلُ رَحلي
أيدري الرّبعُ أيَّ دَمٍ أراقا
وفي الأحداجِ آرامٌ وعينٌ
تُسارقنا النّصالَ به استراقا
بَرارةُ كالبُدور تضيئٌ نوراً
ولكن لا تخافُ به مَحاقا
وموذيةٌ تفوقُ الكلَّ حُسناً
ووجهاً فاقَ منظره ورَاقا
شَموعٌ طَفْلةٌ خَوْدٌ رَدَاحٌ
شكى خِلخالُها غَرَقا وضاقا
عفَت أطلالُ موذيةٍ سنيناً
وطافَ بها السَّرابُ معاً وحاقا
وحالفها البِلى والمَحْلُ حتى
خشيتُ على معالمها احتراقا
فإن بخلَ الغَمامُ ولم يُجدها
سقيتُ رسومها الدمعَ المُراقا
ويا هل شِمْتَ بَرقاً مرَّ وَهْناً
يؤمُّ جبالَ رامة والبُراقا
أرِقت له وهوَّمَ عنه صحبي
فهيَّجَ موهناً وجدي وشَاقا
أرقت أشيمه وأميل شوقاً
إليه وباتَ يأتلقُ ائتلاقا
ذكرت به لموذيةَ ابتسماً
إذا ما الوَصل حَقَّ لنا عِناقا
سلاٌم ترفض الأحشاءُ منه
عليها ماحدا حادٍ وساقا