عَفى الرَّبعُ بالنّجدين من أُم شَائقِ
فجنبيْ حَبوبٍ فالّلوى فالأبارقِ
فسفحيْ جماحٍ فالفُليجِ فما حَوَتْ
حَويةُ عزٍ من ربى وشقائقِِ
عَفينَ وقد تَغْنى بها أمُّ شائقٍ
لياليَ لم يعلق بها حبل عائقِ
وإذا هيَ كالريم الأغرّ خَريدةٌ
لعوبٌ رخيم الدَّل طوعُ المعانقِ
شَموعٌ لها من ريمِ وَهبين لفتةٌ
ومكحولةٌ إن سارقت عينُ واِمقِ
عقيلةُ أترابٍ وشمعةُ مجلسٍ
ونزهة محزونٍ وروضة عاشقِ
كأنَّ على أنيابها ماءً مُزنةٍ
يُعَلُّ بصافٍ من خمورِ الأبارقِ
إذا غرَّبت كانت بَراحَ مغاربي
وإن أشرقت كانت بَراحَ مشارقي
تفوقُ الِخرادَ الغيدَ إن هي أسفرت
برْيعانِ ذَّياكَ الشبابِ الغُرانقِ
فما الشمسُ ألفت من سحابٍ خَصاصةً
فمدَّت بعَشاءٍ من النورِ شارقِ
بأحسن منها إذ أماطت نقابها
لتكليم عين من سراة السوابق
وديمومة خرق خرقت بطونها
بعيس لبطنان الموامي خوارق
عزيزة قود من نواج عراءس
مهدلة عوج سواع سوبق
وماء صراء قد هتكت جذابه
بمعقوده في مخضد ذي وثائق
ومستلئم قرمٍ أطرت فراخه
بأبيض ماض بائن ذى شقاشق
وركب كجن الأرض خلقاً وسطوة
على بزل مهرية كالنقانق
مطوت بهم في ليلةٍ مدلهمة
سماوية لا غاي فيها لسابق
غمذ ألحقتنا بالهوادج وانتحت
بنا جؤذريات العيون الطلائق
أخذنا بأطراف الحديث وأوجفت
بنا العيس للبيض الحسان والروانق
مريضات أو بات الجفون برارة
يغرقن في بحر الهوى كل عاشق
إذا شئن أن يقتلن أروع باسلاً
طعون الصدور في صدور الفيالق
أمطن الحرير عن وجوه منيرة
تعري جلابيب الدياجي الغواسق
ورقرقن نجلي أكحل الغنج هدبها
بسحر بأطناب الأفيدة عالق
وأتلعن من تحت السجوف سوالفاً
تعطف في مستحسنات المخانق
فأصبح قد أعطى الغرام قياده
مطيعاً له وأنقاد من غير سائق