كيف ترى أهل فلسطين؟
*تقول: الفلسطينيون أسوأ شعب؛ فمنهم منافقون باعوا أرضهم لليهود! الأراضى التى اشتراها اليهود: أنواع.
النوع الأول: أخذوا جزءاً منها كأى أقلية تعيش بفلسطين من مئات السنين وتملك أرضاً تعيش عليها، وأخذوا الجزء الآخر بمساعدة الولاة الأتراك الماسونين!
النوع الثانى: رشوة موظفى الإدارة العثمانية؛ لشراء أراضى العاجزين عن دفع الضرائب!
النوع الثالث: منح الاحتلال البريطانى لليهود أراضى فلسطين الأميرية (أراض الدولة)! أو أراضى إقطاعين غير فلسطينين كانوا يقيمون بالخارج ومُنِعوا من دخول فلسطين!
النوع الرابع: اضطرت الدولة العثمانية لبيع أراضى: لتوفير مال لخزينتها، فاشترتها عائلات لبنانية، وباعتها لليهود! فمثل 55.5% ما أخذه اليهود من أراضٍ زراعية! ورغم ما تتحمله العائلات من مسئولية البيوع، فإن الوم لا يقع عليهم وحدهم؛ لأن الاحتلال البريطانى منعهم من الدخول بحجة أنهم أجانب! بعد فصل فلسطين عن سوريا ولبنان بتقسيم سايكس- بيكو: بين بريطانيا وفرنسا!
النوع الخامس: نزع الاحتلال البريطانى ملكية العرب للأراضى لصالح اليهود!
النوع السادس: حالات بيع لوقوع عدد من الفلسطينين تحت إغراءات مادية، أو بيعهم لسمسار فلسطينى لا يعلمون أنه عميل لليهود!
ولا غرابة أن توجد- بكل زمان ومكان- فئات قليلة تضعف أمام الإغراءات، لكنها منبوذة واغتيل الكثيرون منهم فى الثورة العربية الكبرى بفلسطين (1936 1939)
ومجموع ما حصل عليه اليهود من أبناء فلسطين حتى 1948 لا يتجاوز 1% من أرض فلسطين،
وقد أصدر مؤتمر علماء فلسطين الأول فى 25 يناير 1935 فتوى بالإجماع: تحَرَِّم بيع أى شبر من فلسطين لليهود، وتعدُّ البائع، والسمسار، والوسيط المستحل للبيع: خارجين عن المسلمين، وعدم دفنهم بمقابر المسلمين، ومقاطعتهم والتشهير بهم. وعقد العلماء اجتماعات بكل مدن وقرى فلسطين، وأخذوا العهود على الجماهير للتمسك بأرضهم. واشترى المجلس الإسلامى الأعلى قرى بأكملها مثل: دير عمرو، زيتا، والأرض المشاع فى قرى الطيبة، عتيل، الطيرة، وأوْقف البيع فى60 قرية من قرى يافا. وأنقذت أراضى البطيحة شمال شرق فلسطين.
والخسارة الحقيقية لأرض فلسطين: لم تكن بسبب بيع الفلسطينين لأرضهم،
وإنما لهزيمة جيوش العرب فى حرب 1948، فأنشئ كيان اليهود على 77% من فلسطين، وطردوا الفلسطينين مباشرة بقوة السلاح، وسلبوا أراضيهم، واحتلت باقى فلسطين بعد حرب 1967، وصودرت الأراضى لأتفه سبب! راجع (فلسطين دراسات منهجية فى القضية الفلسطينية) ص75-79 للدكتور محسن محمد صالح.
*تقول: الفلسطينيون أخبث شعب! أأصدقك، أم أصدق تزكية النبى صلى الله عليه وسلم بأنهم خير أهل الأرض؟! قال صلى الله عليه وسلم ((صَفْوَةُ اللهِ من أرضهِ الشامُ، وفيها صفوتُهُ من خَلْقِهِ وعِبِادِه)) صحيح الجامع(3765). فلسطين من الشام.
*تقول: فلسطين أرض فتن! قال صلى الله عليه وسلم ((فإذا وقعت الفتنُ: فإن الإيمانَ بالشام)) تخريج أحاديث فضائل الشام(10) وصحه الألبانى. أمان من الفتن، حتى نار المحشر؛ قال صلى الله عليه وسلم ((ستخرجُ نارٌ فى آخر الزمان من حَضْرَمَوْتَ تحشرُ الناسَ. قلنا: فماذا تأمُرُنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالشام)) تخريج أحاديث فضائل الشام(11) وصحه الألبانى. فيها يُقتلُ الدجال. قال صلى الله عليه وسلم ((يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ)) صحيح الجامع(8126). الد مدينة بفلسطين، ولن يُقتل الدجال بمطار تل أبيب؛ لأن مطار تل أبيب (مطار الد سابقا) يقع شمال الد. بل سيُقتل الدجال شرق الد. قال صلى الله عليه وسلم ((عند باب لد الشرقى)) صحيح الجامع(7875).
*تقول: كيف لا تكون أرضَ فتن، واليهود يحتلونها، ولا يمر زمان إلا وهى محتلة! والله: إنه لتشريف لفسطين؛ لأنها أرض جهاد فى سبيل الله إلى يوم الدين. قال صلى الله عليه وسلم ((لا تزالُ طائفةٌ من أمتى يُقاتِلون على الحق: حتى يأتىَ أمرُ الله، وإنى أراكُموهم يا أهل الشام )) الصحيحة(1958). بهذا الجهاد: يصطفى اللهُ شهداء من الفلسطينين. اللهم تقبلهم فى الشهداء، وارزقنا الشهادة فى سبيلك. وبهذا الجهاد: يصُدَّون فتن الزحف اليهودى عن العالم الإسلامى.
*تقول: كيف يكونون فى جهاد، وهم يخونون بعضهم البعض، ما يساعد اليهود على اغتيال أو اعتقال المجاهدين! ليس أهل فلسطين بأكرم على الله من أنبيائه؛ فلقد خانتا زوجتا نبيا الله نوح ولوط: هذين النبين الكريمين. ليست خيانة الفراش، وإنما خيانة أسرار دعوتيهما. قال عز وجل (ضَرَبَ اللهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) التحريم(10).
*تقول: أهل فلسطين يستحقون تسلط اليهود عليهم؛ لفسادهم! ولن أدعوَ أو أعطى أموالا أو غذاء لناس خونة!! لو فسد أهل فلسطين:فليس فى أحد من المسلمين خير!! قال صلى الله عليه وسلم ((إذا فَسَدَ أهلُ الشامِ: فلا خيرَ فيكم! ولن تزالَ طائفةٌ من أمتى منصورين، لا يضرُّهم من خَذَلَهم: حتى تقومَ الساعةُ)) أحمد(3/436)، (5/34)، (5/35) وصحه الأرنؤوط. فلو خذلتهم، وتركت الدعاء لهم، وتركت مناصرتهم بالمال وما قدرت عليه: سينصرهم الله، ويخذلك فى الدنيا والآخرة! ولن تجدَ بين يدى الله جوابا! وإن نصرتهم: فستكون قدمت عذرا لله.
*تقول: لا تنكر أنه يوجد فى أهل فلسطين خونة!
من الخيانة: ألا نقول: إن من الفلسطينين مجاهدين يقدمون أرواحهم رخيصة فى سبيل الله، وحتى لا يُهدَم الأقصى،
ومن الخيانة: ألا نردد أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم التى يزكى فيها أهل الشام عامة وفلسطين خاصة،
ومن الخيانة: ألا ندعوا بإلحاح أن يطهرَ الله صفوفهم من الخونة. قال صلى الله عليه وسلم ((اللهم إنى أعوذ بك من الجوع؛ فإنه بِئْسَ الضَّجِيعُ! وأعوذ بك من الخيانة؛ فإنها بئستِ البِطانةُ!)) صحيح الجامع(1283).
*تقول: يُقال إن الفلسطينين يكرهون الشعوب العربية، ولو وجدوا الفرصة: لأثاروا الفتن فى أى بلد عربى يعيشون فيه! من الذى يقول؟ وما دليله؟ قال عز وجل (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات(6). ومجرد ترديدك أى كلام تسمعه: لهو من أعظم الذنوب وأكبر الكذب!! قال صلى الله عليه وسلم ((كفى بالمرء كَذِبا أن يُحَدِّثَ بكل ما سَمِعَ)) مسلم(5).
*تقول: قد يكون سبب كرههم: أنهم الشعب العربى الوحيد الذى لم ينل استقلاله! ومن قال: إنهم يكرهون الجهاد فى سبيل الله؟! فهذه أم نضال- خنساء فلسطين- تودع ابنها محمد فرحات: قبل أن يقومَ بعمليته الاستشهادية، واغتال اليهود ابنين آخرين لها، وما رأيناها ولولت، بل سألت الله أن يتقبلهم فى الشهداء. ولو كان أهل فلسطين يبحثون عن المال: لربحوا الكثير، وتركوا ديارهم! فأى مسلم من أهل القدس: يُعرَض عليه مليون دولار، وقصرا فى أوروبا أو أمريكا، ويترك القدس التى يرى فيها الموت كل لحظة، ويعانى فيها أعلى نسبة ضرائب فى العالم، والتى تبلغ 64% ، وقد يُهدَم بيته، أو يُطرَد منه! لكنه لا يرى راحة إلا فى الدفاع عن الأقصى. اللهم ثبتهم على الحق، وأخْز اليهود.
*تقول: مالى وفلسطين! المهم أن أطعمَ أولادى، وهو جهاد يغنى عن التبرع لفلسطين! ويكفى أن أدعوَ لأولادى بالنجاح، وليدعُ الفلسطينيون لأنفسهم! أتحب أن تكتبَ الذلَّ على نفسك؟ قال صلى الله عليه وسلم ((إذا تبايعتم بالعِينَة، وأخذتم أذنابَ البقر، ورضِيتُم بالزرع، وتركتم الجهاد: سَلَّطَ اللهُ عليكم ذلا! لا ينزِِعُهُ حتى ترجعوا إلى دينكم!)) الصحيحة(11).
الجهاد نوعان: جهاد بالنفس حتى لا يُهدَم الأقصى، ويقوم به أهل فلسطين نيابة عن المسلمين. النوع الثانى: جهاد بالمال، الدعاء، نشر القضية، مقاطعة بضائع اليهود والأمريكان غير الضرورية، أو بضائعهم الضرورية، لكن لها بديل آخر. وهذا أقل ما نقدمه لأهل فلسطين، إن عجزت عن مناصرتهم بالمال: فلن تعجزَ عن الجهاد بالدعاء ونشر القضية. وإن تركنا الجهاد، وتركنا فلسطينَ لقمة سائغة لليهود: فلنتظر المصائب والهم الدائم والذل فى الدنيا والآخرة! قال عز وجل (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) محمد(38). ولا يغلبنك حبك لأهلك ومالك على التضحية لدين الله، ومناصرة أهل فلسطين بالمال والدعاء: حتى لا يُهدم الأقصى، وإلا أصبحت من الخاسرين فى الدنيا والنادمين فى الآخرة! قال عز وجل (قُلْ إِنْ كَانَ ءابَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأتِىَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) التوبة(24).
*تقول: أتصدق على الفقراء، فلا داعى لدعم فلسطين بالمال! اجمع بين الاثنين قدر المستطاع. قال عز وجل (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا) التغابن(16). وأهل فلسطين أولى لحمايتهم للأقصى.
*تقول: الفلسطينيون أسوأ شعب؛ فمنهم منافقون باعوا أرضهم لليهود! الأراضى التى اشتراها اليهود: أنواع.
النوع الأول: أخذوا جزءاً منها كأى أقلية تعيش بفلسطين من مئات السنين وتملك أرضاً تعيش عليها، وأخذوا الجزء الآخر بمساعدة الولاة الأتراك الماسونين!
النوع الثانى: رشوة موظفى الإدارة العثمانية؛ لشراء أراضى العاجزين عن دفع الضرائب!
النوع الثالث: منح الاحتلال البريطانى لليهود أراضى فلسطين الأميرية (أراض الدولة)! أو أراضى إقطاعين غير فلسطينين كانوا يقيمون بالخارج ومُنِعوا من دخول فلسطين!
النوع الرابع: اضطرت الدولة العثمانية لبيع أراضى: لتوفير مال لخزينتها، فاشترتها عائلات لبنانية، وباعتها لليهود! فمثل 55.5% ما أخذه اليهود من أراضٍ زراعية! ورغم ما تتحمله العائلات من مسئولية البيوع، فإن الوم لا يقع عليهم وحدهم؛ لأن الاحتلال البريطانى منعهم من الدخول بحجة أنهم أجانب! بعد فصل فلسطين عن سوريا ولبنان بتقسيم سايكس- بيكو: بين بريطانيا وفرنسا!
النوع الخامس: نزع الاحتلال البريطانى ملكية العرب للأراضى لصالح اليهود!
النوع السادس: حالات بيع لوقوع عدد من الفلسطينين تحت إغراءات مادية، أو بيعهم لسمسار فلسطينى لا يعلمون أنه عميل لليهود!
ولا غرابة أن توجد- بكل زمان ومكان- فئات قليلة تضعف أمام الإغراءات، لكنها منبوذة واغتيل الكثيرون منهم فى الثورة العربية الكبرى بفلسطين (1936 1939)
ومجموع ما حصل عليه اليهود من أبناء فلسطين حتى 1948 لا يتجاوز 1% من أرض فلسطين،
وقد أصدر مؤتمر علماء فلسطين الأول فى 25 يناير 1935 فتوى بالإجماع: تحَرَِّم بيع أى شبر من فلسطين لليهود، وتعدُّ البائع، والسمسار، والوسيط المستحل للبيع: خارجين عن المسلمين، وعدم دفنهم بمقابر المسلمين، ومقاطعتهم والتشهير بهم. وعقد العلماء اجتماعات بكل مدن وقرى فلسطين، وأخذوا العهود على الجماهير للتمسك بأرضهم. واشترى المجلس الإسلامى الأعلى قرى بأكملها مثل: دير عمرو، زيتا، والأرض المشاع فى قرى الطيبة، عتيل، الطيرة، وأوْقف البيع فى60 قرية من قرى يافا. وأنقذت أراضى البطيحة شمال شرق فلسطين.
والخسارة الحقيقية لأرض فلسطين: لم تكن بسبب بيع الفلسطينين لأرضهم،
وإنما لهزيمة جيوش العرب فى حرب 1948، فأنشئ كيان اليهود على 77% من فلسطين، وطردوا الفلسطينين مباشرة بقوة السلاح، وسلبوا أراضيهم، واحتلت باقى فلسطين بعد حرب 1967، وصودرت الأراضى لأتفه سبب! راجع (فلسطين دراسات منهجية فى القضية الفلسطينية) ص75-79 للدكتور محسن محمد صالح.
*تقول: الفلسطينيون أخبث شعب! أأصدقك، أم أصدق تزكية النبى صلى الله عليه وسلم بأنهم خير أهل الأرض؟! قال صلى الله عليه وسلم ((صَفْوَةُ اللهِ من أرضهِ الشامُ، وفيها صفوتُهُ من خَلْقِهِ وعِبِادِه)) صحيح الجامع(3765). فلسطين من الشام.
*تقول: فلسطين أرض فتن! قال صلى الله عليه وسلم ((فإذا وقعت الفتنُ: فإن الإيمانَ بالشام)) تخريج أحاديث فضائل الشام(10) وصحه الألبانى. أمان من الفتن، حتى نار المحشر؛ قال صلى الله عليه وسلم ((ستخرجُ نارٌ فى آخر الزمان من حَضْرَمَوْتَ تحشرُ الناسَ. قلنا: فماذا تأمُرُنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالشام)) تخريج أحاديث فضائل الشام(11) وصحه الألبانى. فيها يُقتلُ الدجال. قال صلى الله عليه وسلم ((يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ)) صحيح الجامع(8126). الد مدينة بفلسطين، ولن يُقتل الدجال بمطار تل أبيب؛ لأن مطار تل أبيب (مطار الد سابقا) يقع شمال الد. بل سيُقتل الدجال شرق الد. قال صلى الله عليه وسلم ((عند باب لد الشرقى)) صحيح الجامع(7875).
*تقول: كيف لا تكون أرضَ فتن، واليهود يحتلونها، ولا يمر زمان إلا وهى محتلة! والله: إنه لتشريف لفسطين؛ لأنها أرض جهاد فى سبيل الله إلى يوم الدين. قال صلى الله عليه وسلم ((لا تزالُ طائفةٌ من أمتى يُقاتِلون على الحق: حتى يأتىَ أمرُ الله، وإنى أراكُموهم يا أهل الشام )) الصحيحة(1958). بهذا الجهاد: يصطفى اللهُ شهداء من الفلسطينين. اللهم تقبلهم فى الشهداء، وارزقنا الشهادة فى سبيلك. وبهذا الجهاد: يصُدَّون فتن الزحف اليهودى عن العالم الإسلامى.
*تقول: كيف يكونون فى جهاد، وهم يخونون بعضهم البعض، ما يساعد اليهود على اغتيال أو اعتقال المجاهدين! ليس أهل فلسطين بأكرم على الله من أنبيائه؛ فلقد خانتا زوجتا نبيا الله نوح ولوط: هذين النبين الكريمين. ليست خيانة الفراش، وإنما خيانة أسرار دعوتيهما. قال عز وجل (ضَرَبَ اللهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) التحريم(10).
*تقول: أهل فلسطين يستحقون تسلط اليهود عليهم؛ لفسادهم! ولن أدعوَ أو أعطى أموالا أو غذاء لناس خونة!! لو فسد أهل فلسطين:فليس فى أحد من المسلمين خير!! قال صلى الله عليه وسلم ((إذا فَسَدَ أهلُ الشامِ: فلا خيرَ فيكم! ولن تزالَ طائفةٌ من أمتى منصورين، لا يضرُّهم من خَذَلَهم: حتى تقومَ الساعةُ)) أحمد(3/436)، (5/34)، (5/35) وصحه الأرنؤوط. فلو خذلتهم، وتركت الدعاء لهم، وتركت مناصرتهم بالمال وما قدرت عليه: سينصرهم الله، ويخذلك فى الدنيا والآخرة! ولن تجدَ بين يدى الله جوابا! وإن نصرتهم: فستكون قدمت عذرا لله.
*تقول: لا تنكر أنه يوجد فى أهل فلسطين خونة!
من الخيانة: ألا نقول: إن من الفلسطينين مجاهدين يقدمون أرواحهم رخيصة فى سبيل الله، وحتى لا يُهدَم الأقصى،
ومن الخيانة: ألا نردد أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم التى يزكى فيها أهل الشام عامة وفلسطين خاصة،
ومن الخيانة: ألا ندعوا بإلحاح أن يطهرَ الله صفوفهم من الخونة. قال صلى الله عليه وسلم ((اللهم إنى أعوذ بك من الجوع؛ فإنه بِئْسَ الضَّجِيعُ! وأعوذ بك من الخيانة؛ فإنها بئستِ البِطانةُ!)) صحيح الجامع(1283).
*تقول: يُقال إن الفلسطينين يكرهون الشعوب العربية، ولو وجدوا الفرصة: لأثاروا الفتن فى أى بلد عربى يعيشون فيه! من الذى يقول؟ وما دليله؟ قال عز وجل (يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات(6). ومجرد ترديدك أى كلام تسمعه: لهو من أعظم الذنوب وأكبر الكذب!! قال صلى الله عليه وسلم ((كفى بالمرء كَذِبا أن يُحَدِّثَ بكل ما سَمِعَ)) مسلم(5).
*تقول: قد يكون سبب كرههم: أنهم الشعب العربى الوحيد الذى لم ينل استقلاله! ومن قال: إنهم يكرهون الجهاد فى سبيل الله؟! فهذه أم نضال- خنساء فلسطين- تودع ابنها محمد فرحات: قبل أن يقومَ بعمليته الاستشهادية، واغتال اليهود ابنين آخرين لها، وما رأيناها ولولت، بل سألت الله أن يتقبلهم فى الشهداء. ولو كان أهل فلسطين يبحثون عن المال: لربحوا الكثير، وتركوا ديارهم! فأى مسلم من أهل القدس: يُعرَض عليه مليون دولار، وقصرا فى أوروبا أو أمريكا، ويترك القدس التى يرى فيها الموت كل لحظة، ويعانى فيها أعلى نسبة ضرائب فى العالم، والتى تبلغ 64% ، وقد يُهدَم بيته، أو يُطرَد منه! لكنه لا يرى راحة إلا فى الدفاع عن الأقصى. اللهم ثبتهم على الحق، وأخْز اليهود.
*تقول: مالى وفلسطين! المهم أن أطعمَ أولادى، وهو جهاد يغنى عن التبرع لفلسطين! ويكفى أن أدعوَ لأولادى بالنجاح، وليدعُ الفلسطينيون لأنفسهم! أتحب أن تكتبَ الذلَّ على نفسك؟ قال صلى الله عليه وسلم ((إذا تبايعتم بالعِينَة، وأخذتم أذنابَ البقر، ورضِيتُم بالزرع، وتركتم الجهاد: سَلَّطَ اللهُ عليكم ذلا! لا ينزِِعُهُ حتى ترجعوا إلى دينكم!)) الصحيحة(11).
الجهاد نوعان: جهاد بالنفس حتى لا يُهدَم الأقصى، ويقوم به أهل فلسطين نيابة عن المسلمين. النوع الثانى: جهاد بالمال، الدعاء، نشر القضية، مقاطعة بضائع اليهود والأمريكان غير الضرورية، أو بضائعهم الضرورية، لكن لها بديل آخر. وهذا أقل ما نقدمه لأهل فلسطين، إن عجزت عن مناصرتهم بالمال: فلن تعجزَ عن الجهاد بالدعاء ونشر القضية. وإن تركنا الجهاد، وتركنا فلسطينَ لقمة سائغة لليهود: فلنتظر المصائب والهم الدائم والذل فى الدنيا والآخرة! قال عز وجل (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) محمد(38). ولا يغلبنك حبك لأهلك ومالك على التضحية لدين الله، ومناصرة أهل فلسطين بالمال والدعاء: حتى لا يُهدم الأقصى، وإلا أصبحت من الخاسرين فى الدنيا والنادمين فى الآخرة! قال عز وجل (قُلْ إِنْ كَانَ ءابَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأتِىَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) التوبة(24).
*تقول: أتصدق على الفقراء، فلا داعى لدعم فلسطين بالمال! اجمع بين الاثنين قدر المستطاع. قال عز وجل (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا) التغابن(16). وأهل فلسطين أولى لحمايتهم للأقصى.