خليليَّ مُرَّا بالرُّسومِ الدَّوائرِ
لموذيةٍ بين العَقيقِ فحاِجرِ
قِفا نبكِ بعدَ البَينِ عَلَّ بكاءَنا
يبُرّدُ تبريحَ الغرامِ المخامر
وإن لم يكن إلا طُلولاً هَوَامِداً
صوامتَ لم تردُدْ جوابَ المحادِرِ
وقفنا فسلَّمنا جميعاً وإنما
من العِيّ تكليمُ الَموامي القَوافر
وعامرةٍ بالجنّ بَيداءَ صَفصفٍ
قطعتُ بحُرجوجٍ من البُزْل فاطر
أموِن السُّرى وهم ذَقونٍ هَطلَعٍ
أروفٍ زَفوفٍ من صميمِ الأباعرِ
كأني على رَبْدَاءَ من رُبد حَوْمَلٍ
تَرامى ببيضٍ باللّوى متحاورِ
فأفزعها رِكْزُ الأنيس فأدبرت
تجوب الفيافي جوبَ سارٍ محاذرِ
وسيجاً وإيضاعاً ووَخْداً وهَزَّةً
ذَميلاً وإيجافاً بفرطِ التَّعاورِ
أنا الملكُ القَرْمُ الذي تعرفونه
هُمامٌ قديم العيصِ جَمُّ المفاخرِ
أنا ابن الأزْدِ غَسّان أنتمي
لهودٍ إذا الأنسابُ عُدَّت لعابرِ
ليَ الشرفُ الوَّضاحُ والسُّؤدد الذي
علا وسما فوقَ النجومِ الزواهرِ
ملكت رقابَ الناسِ بالبأس والنَّدى
وسُدت ملوكاً بالعُلى والمفاخر
فجدّيَ نبهانُ الهُماُم ووالدي
سليمانُ موْلى كلِّ بادِ وحاضرِ
وكم قُدْت من جيشٍ أزَبَّ لمثله
وكم قُدت من طِرفَ جَواَدٍ لشاعرِ
وكم خُضت بحراً موجه البيضُ والقَنا
وكلُّ ربيطِ الجأش كالليل ثائرِ
وأكرمُ من مَعْنٍ وفضلٍ وحاتمٍ
وأشجعُ من عَمْرٍ وعمرو وعامرِ
وأكبرُ عقلاً من ثَبيرٍ وباسلٍ
وأقْطَعُ من ماضي الغِرارين بِاترِ
وحسبي من الأموال شقَّاءُ سابحٌ
ووَجناء حرفٌ من بناتِ العصاِفرِ
وموضونة سَرْد وعَضْب مُهَنَّد
وأسمرُ فيه لَهْذم غير قاصر
وصفراء مِرنانٌ وزرقا مخيفة
محددَّة مبعوثُها غير حائرِ
أبى الله إلا أننا آلَ تُبَّعٍ
ملوكُ ملوكِ الأرضِ من عهدِ عابرِ
لنا العِزُّ والتيجانُ والمجدُ والعُلى
وسَائلْ بنا حَيِّيْ مَعَدّ ٍوعامِرِ